فلسطين وعي وحركة ومشاعر
قبل ثلاثة عقود من الزمان ربما كانت الصورة
قاتمة بالنسبة لآمالنا وطموحنا في عودة فلسطين إلى أحضانا العرب والمسلمين، وقد
نشعر حينذاك أنَّ الواقع يحاصرنا من كل جهة ويبدد أحلامنا.. ولكنَّ المقاومة في
فلسطين، بكل فصائلها، أثبتت، في كلِّ فترة، أنها حملت في طياتها نقطتين مضيئتين لم
تنطفئ: أحدهما: الأمل الكبير والمشرق بالمستقبل، وثانيهما: واقعية الهزيمة للعدو لا
بد أن تأتي، وخصوصاً عندما تنمو قدراتنا وإمكاناتنا المستقبلية؛ عملاً بقوله عزَّ
وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ
تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا
تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ
وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.
وإذا كانت التهاويل الإعلامية السياسية
تزعجنا وقتها، وتتحدى تطلعاتنا كأمة نحو النصر لتوحي إلينا بالكثير من روحية
الهزيمة، فإنَّ الوحي القرآني كان معنا، وفي وجداننا، وهو الذي كان وما يزال يربط
الحياة بالإيمان بالله، ويربط القوة بحركة هذا الإيمان عقلاً وقلباً وشعوراً.
وبعد السابع من أكتوبر جاء طوفان الأقصى،
جاء الأمل منفتحاً بالحركة على آفاق الفجر الإلهي الموعود، من أجل الحرية أمام كلِّ
المستكبرين الذين يستعبدون الناس.. وهذا ما يمنحنا الكثير من الصمود العقلي
والروحي والشعوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق