..اللوحة الصامتة.. إلى (فلسطين)..
الصمتُ ثقيلٌ أجوف!!
..
ولكن، اسمحي لي
أن أُحبَكِ بصمتٍ!!..
نعم، أُحبُكِ بصمتٍ!!..
لهذا أُحبُكِ بقوةٍ..
وكلُ تعبيرٍ عن هذا
الصمتِ لا ينكشفُ إلا من خلالِكِ ..
يا أنتِ!!..
يا فلسطين!!..
يا أرض
الأنبياء..
لا بدَّ لنا من
الصمت بعضَ الوقت..
لكي نتعلم كيف نتكلم..
ولكن..
هل صمتي هو الجمال
كما تتصورين؟!..
هل يشعرني هذا الصمت
بالهدوء والطمأنينة؟!..
هل يزكّي رغبتي
في العيش والإقبال على الحياة؟!..
أتشعرين أنه الفراغ
في لوحتك التي ترسمينها لواقعنا؟! ..
وأنَّ لحظتَكِ الصامتةَ..
تُضفي على عملكِ
الإبداعي جماليةً تعجز الألوانُ عن مجاراتها..
ولكن!!..
أليس صمتكِ يدل
على الخوف؟!..
أليس هو إحساسكِ
بالاغتراب؟!..
هل يكون صمتي درباً
من دروب الانسحاب والانزواء؟!..
أو يكون رفضاً للخضوع
لأمر يراد أن يقنعوننا به؟!..
آه!!..
إنَّ صمتنا خاملٌ
مستحكِمٌ فينا..
أما صمتكِ فشامخ
متعدد الدلالات والتأويلات..
ومعه تتعدد السياقات
ومدارك الإنسان..
تارةً صمتكِ محتشم
ووقور..
وتارةً مخبوء تحته
كلُّ رغباتنا المبحوحة وكأنه بركانٌ خامد..
فلماذا تصمتين؟!..
أليست الطبيعة تتكلم؟!..
إنها تعبِّر عن
أشكالها وألوانها بأروع صورة..
الكائنات ليست صامتة..
إنها تبوح عن خلجاتها
وسكناتها..
أليست فرشاتي تعبِّر
عن عواطفي ومكنوني؟!..
أليس الصمت الأخرق
قرينَ الموت؟!..
الصمت قاس جداً..
لا يصمت إنسان إلا
بالقوة والإكراه..
ولكن هل نستسلم
لصمتنا؟!..
ألا نبكي؟!..
ألا نئن؟!..
ألا نهمس؟!..
ألا نهذي؟!..
أليس الله بعث الأنبياء
بالكلام؟!..
ولا استحقّت الجنّة
بالسكوت!!..
ولا تُوُقّيت النار
بالسكوت!!..
ولا يُجَنَّبُ سخط
الله بالسكوت!!..
إنّما كلّه بالكلام..
فلماذا
نصمت؟!..
وهل يعدل القمر
بالشمس..
متى إذن أصرخ في
وجه عالمي..
وأمزق هذا الصمت؟!..
أيها الإنسان..
إنك لن تصمت إلا إذا استعدت
حريتك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق