مواطنون لا أقليات
ليس في الإسلام أقلية وأكثرية ، ومهما فتشت في بطون الكتب الفقهية ، فلن تعثر على تصنيف يقسم رعايا الدولة الإسلامية إلى مواطنين أساسيين من الدرجة الأولى ، وإلى أقليات دينية أو عرقية من الدرجة الثانية.
والتعبير الجامع الشامل لكل من تستوعبهم دار الإسلام، هو كلمة (رعايا) وهي تعني المواطنين من حيث مسؤولية الدولة عن رعايتهم وحمايتهم والنظر في شؤونهم ومصالحهم. ويسري على الجميع القاعدة: "لهم مالنا وعليهم ما علينا".
ولذا لا معنى لعنوان (التسامح) بعد شمول المواطنة للجميع ؛ لأنَّ كلمة التسامح تعني الـتجاوز عن الحق على سبيل التَّفضُّل والمسامحة، بينما حقيقةُ الأمر أنَّ أحكامَ دار الإسلام كلّها تنطلق من تكريم الله للإنسان وتدور على محور واحد هو ترسيخُ ضمانات العدل في التعامل والـمُعايشة بين الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق