يوجهنا القرآن الكريم إلى أن نجعل من المعطيات التاريخية أدوات نفتح بها حقولاً جديدة للفهم، وبذلك نتجاوزها بدل أن نقع أسرى لها.

 ومن المؤسف أنَّ تجربتنا التاريخية تثبت أنَّ اتساع العمران كان غالباً مصحوباً بانخفاض درجة التدين والالتزام.

 ففي المدن يكون إحساس الناس فيها بالأزمات، وتطلعهم إلى المستقبل أشد، لكنَّ إحساسهم بالأمن الاجتماعي يكون أقل؛ فالخوف مما تأتي به الأيام هو سيد الموقف.

 وكثيراً ما قرأنا في التاريخ -على سبيل المثال- عن (عبيد) أعتقهم سادتهم، فتشبثوا بالرق؛ لأنَّ حياتهم مع الحرية غير ممكنة.

 إنّ حركة التاريخ تقدم للوعي رموزاً ودلالات تبعده في كثير من الأحيان عن استشفاف المنهج الرباني القويم. وأهم ما يحتاجه التقدم هو اتخاذ القوى الروحية والمعنوية أساساً للنهوض والتغيير.