مكتباتنا ومكتباتهم
المكتبة محراب المثقف وبيت الحكمة ، والأمم إنما يُقاس تقدمها ورقيها بحجم فضائها العلمي ، ومن المُسَلَّم به أن وسائل العلوم تتطور بتطور الزمان ، وتطورت معها وسائل وآلية وفلسفة عمل المكتبات ، فبعد أن كانت المكتبة عبارة عن مساحة تضم بعض الرفوف التي تحتضن الكتب المصنفة حسب العلوم ويأُمُّها الباحث والقارئ فيسأل عما يحتاجه، أصبحت اليوم عند بعض البلدان المتقدمة محيطاً اجتماعياً وخليّة ثقافية تعج برائحة المعرفة ونكهات العلوم المختلفة، في قالب من الفكر المرن والفلسفة المتجددة الواعية .
وللباحث محمود عبد الستار خليفة كلمة جديرة بالتأمل : "أن الفرق بيننا وبينهم يكمن في الفكر والفلسفة التي يديرون بها أعمالهم ، وليس فارقا تكنولوجيا فقط".
إنّ هذه الجملة تلخص أحد أهم أسباب المشكلة ببراعة ومن نقاط تميّز مكتبات الغرب :
1- بعض المكتبات تعمل طوال اليوم، وطوال أيام الاسبوع دون إجازات، فكما أن هناك صيدليات مناوبة للمريض، هناك أيضاً مكتبة مناوبة للمثقف !
2 - وجود تكنولوجيا تمكن كل من القراء أو الباحثين من عمل كل شئ بمفردهم، مثل استعارة الكتب وإعادتها، بالإضافة إلى البحث عن الكتب والحصول عليها دون مساعدة أحد.
3 - توافر خدمة الاتصال اللاسلكي بالانترنت مجانا داخل المكتبة .
4 - إمكانية تصفح قواعد البيانات مجانا .
5 - الاهتمام بالإضاءة الجيدة والتهوية الطبيعية داخل المكتبة .
6 - المكتبة تعد نظاما اجتماعيا وليست مجرد قاعات للبحث والإطلاع فقط، ولذلك فهي مزودة بأماكن مخصصة لتناول المأكولات والمشروبات وغيرها من النظم التي تساعدها أن تصبح جزء أساسيا من حياة الأفراد هناك على العكس من عالمنا العربي.
7 - خدمات للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين بإمكانهم الاتصال في يسر وسهولة بالمكتبة لترسل إليهم شخصا يقرأ لهم في منازلهم بناء على اختيارهم لنوع الكتب، أو يوصل إليهم بعض الكتب المسموعة عن طريق الأقراص أو الأشرطة التسجيلية .
8 - خدمة المكتبات المتنقلة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد خاصة الأماكن البعيدة والنائية.
9 - توفر المكتبات غرفاً منعزلة للقراءة يمكن حجزها لمدة قد تطول أو تقصر بناء على طلب الشخص الذي يحدد نوعية الكتب التي يرغب في الانفراد بها وبحثها .
10 - توفر أماكن مخصصة للمناقشات الجماعية والحوارات الفكرية التي قد يهتم بها الكثير من الباحثين أو الطلبة أثناء استذكارهم دروسهم أو أثناء الامتحانات دون أن يسبب ذلك إزعاجا لباقي رواد المكتبة .
11 - خدمة الإعارة التعاونية التي تمكن القارئ من استعارة كتاب من مكتبة ما وإعادته إلى مكتبة اخرى تكون الأقرب إليه مثلا، كما لو أنك قمت بتأجير سيارة في مكان ما وسلمتها في مكان آخر !
12 - خدمة إتاحة جميع أعداد الدوريات في مكان واحد كما يحدث في جامعة مانهايم، الأمر الذي يسهل البحث، ويوفر المساحات المخصصة لتخزين المجلات في المكتبة .
13 - المكتبات هناك تشبه الفنادق ذات النّجوم الخمس في فخامتها وجمالها ونظافتها ونظامها ، فهي ليست مكاناً مملاً كئيباً بل على العكس مكاناً رحباً جاذبا.
14 - يمكن للمستفيد استعارة أجهزة من المكتبة مثل: كاميرا ديجيتل، آلة حاسبة، لاب توب، MP3 ، وغيرها .
15 - وجود تليفون داخل المكتبة منتشر بين القاعات يمكّن المستفيد من سؤال أمين المكتبة عن ما يرغبه.
16 - توفير المكتبة بمحتوياتها على الهاتف المحمول للمستفيدين، والإطلاع على جديد الكتب الالكترونية بالإضافة إلى القدرة على البحث في قواعد البيانات المختلفة بسهولة ويسر على الهاتف .
17 - تدريب الطلبة على العديد من التقنيات، بالإضافة إلى عمل مناقشات للطلبة عن موضوعات هامة مثل البحث العلمي، والسرقات العلمية وغيرها من الموضوعات.
18 - إرشادات حول كيفية عمل بريد إلكتروني ؟ كيف أنشئ مدونة؟ كيفية كتابة السيرة الذاتية وغيرها من الأمور الارشادية الأخرى .
19 - توفير برنامج محادثة داخلي بين أخصائي المكتبة عبر موقع المكتبة والمستفيدين من روادها لتذليل العقبات التي قد تواجه رواد المكتبة.
20 - وجود ما يُعرف بالمكتبة الشقيقة أو التوأم ويعني علاقة مستمرة بين مكتبتين في دولتين مختلفتين من أجل تحسين ممارسات المكتبات سواء كانت علاقة رسمية أو غير رسمية .
21 - الهدف الذي تنشده بلدة كسويسرا مثلاً من خلال فلسفة عمل المكتبات، هو أن تجعلها مراكزا للمطالعة والتنشيط الثقافي وبالتالي تقيف الشعب السويسري من المهد إلى اللحد وجعل القراءة وزيارة المكتبة من ثقافة المجتمع وقد نجحوا في ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق